فكرة أن تدور أحداث فيلم كلها داخل صندوق/نعش تجعل ألفريد هيتشكوك يتقلب فى نعشه من الندم أنه لم يفكر فيها .. الحقيقة أن الفيلم مثير وخانق فى نفس الوقت حيث بطله ـ ريان رينولدز ـ يستيقظ ليجد نفسه مدفون فى صندوق تحت الأرض ويكتشف تدريجيا وجود موبايل وبطارية وولاعة وييقن من إتصال هاتفى أنه ضحية إرهابيين فى العراق حيث يعمل سائق نقل لإحدى شركات إعادة تعمير البلاد وأن هناك فدية مطلوبة وأن الهواء الذى يتنفسه لن يستغرق أكثر من ٩٠ دقيقة .. فعبر عديد من الإتصالات مع العالم الخارجى عبر الموبايل وفى سباق مع الزمن يصبح هناك أمل انقاذه ببحث المخابرات عن موقعه عبر موجات الموبايل ويتحول يأس البطل الى أمل وحلم عودته الى بلده وزوجته وابنته.. ولا يمكن إنكار براعة الإخراج والتصوير المعتمد على مصدر إضاءة سواء ولاعة أو بطارية وتمثيل رينولدز الشخصية الوحيدة المتواجده على الشاشة طوال الفيلم وباقى الشخصيات أصوات فقط .. ويبقى السؤال لماذا لم ينجح الفيلم تجاريا .. الجواب بسيط وهو ـ لا تقتل الأمل ـ قاعدة تعلم منها هيتشكوك فى فيلمه ـ تخريب ـ حين بنى إثارة تواجد قنبلة يحملها صبى وهو فى مترو أنفاق وهو لا يعلم بوجودها معه بينما نحن المتفرجون نعلم بوجودها .. جريمة هيتشكوك أنه فجرها وبالتالى مات الصبى مما أغضب رواد الفيلم وأفشله .. فى ـ مدفون ـ مع اقتراب انقاذ البطل والرمال تتدفق داخل الصندوق يذعر حين يسمع عبر الموبايل أن منقذيه ذهبوا الى موقع خطأ ويقدمون اعتذارهم .. وتظلم الشاشة مع الرمال التى دفنت البطل حيا .. هذه هى جريمة صناع الفيلم
وإلى اللقاء