Thursday, May 28, 2009

النقد الغائب

زمان ... مش زمان قوى يعنى ... قبل انتشار الفضائيات .. كل حسب ظروف أو نسب استقلالها .. كان التليفزيون المصرى هو المحتكر الأوحد للدعاية عن الأفلام .. فهو الذى يحدد سعر الثانية وله حق فرض شروط رقابية عليه واللى مش عاجبه يضرب راسه فى الحيط .. مش بس كده كان هوه أيضا اللى بيحدد سعر شرائه حقوق عرض الفيلم .. يعنى بإختصار شديد يدفع أقل فى شراء الفيلم بينما يكون قبض أكثر للدعاية عنه .. معادلة غير منطقية .. بل ظالمة .. حصل بعض تدخلات من قبل غرفة صناعة السينما والنقابات الفنية وكثير من الإجتماعات نتج عنهم زيادات فى ثمن شراء حقوق الأفلام لكن المعادلة ظلت كما هى .. الحال إتغير مع انتشار القنوات الفضائية واصبح هناك حتى مجال للدعاية المجانية عن طريق برامج التوك شو وبما ان التليفزيون عامة جهاز دائم الحاجة الى المادة فالإستفادة أصبحت مشتركة بين أصحاب الأفلام وأصحاب البرامج .. وده شيئ طبيعى .. هوه اللى مش طبيعى هو غياب النقد السينمائى على شاشة التليفزيون .. هل هناك أبدا رأى سلبى نحو أى فيلم على لسان ناقد فى برنامج ؟ .. نادرا .. بل يكون شبه المستحيل فبالنسبة للقناة حيطفش الدعاية الفعلية المدفوعة الثمن وحيفقد تعاون الموزع/المنتج للفيلم اللى بالطبع حيفكر ألف مرة قبل السماح بعرض أي مقطع للفيلم من خلال البرنامج اذا لم يضمن الترويج له .. فمولد برامج التوك شو والدعاية المجانية لفيلم أو اتنين أو تلاته من الممكن ان نعتبرها دعاية مرغوبة من قبل صناعة السينما ككل .. لكن يظل المشاهد وخاصة المهتم والعاشق الحقيقى للسينما محروم من أى نقد حقيقى لأى فيلم .. مما يذكرنى بفكرة خطرت ببالنا فى احدى السنوات بينى وبين الصديق محمد رضا فى برنامج نظهر فيه معا فى فقرة كل منا برأى مختلف عن الآخر نحو في فيلم ما .. نقاش نقدى بالسلب والإيجاب .. كانت مجرد فكرة لم تنال الدعم المطلوب حين حاولنا تسويقها واكتفينا كلما التقينا ان نتفق أو نختلف نحو أى فيلم مع مشروب فى أى كوفى شوب كان ..
وإلى اللقاء

Saturday, May 23, 2009

تابع المهراجانات


مسألة ان المهرجانات تتيح فرص متابعة ومشاهدة أفلام ربما لن تحظى بالعرض التجارى فى بلد المهتم .. لا خلاف فى ذلك .. ولكن هذا لا يلغى وجهة نظرى المذكورة فى تدوينتى السابقة نحو المهرجانات والتى اكتسبتها عبر سنين وتجارب كتيرة .. ولا أريد ان اتباهى لبعض أفلامى اللى عرضت فى مهرجانات عديدة أو أخجل من اللى اترفضت.. بس اللى اتعلمته وفهمته ان مش مجرد أى فيلم جيد الصنع له فرصة فى مهرجان ما .. فلكل مهرجان اتجاه غالبا تتجاهله لجان اختيار الأفلام محليا أو أصحاب الأفلام نفسهم.. لما الراحل أحمد زكى كان نفسه ان ـ أيام السادات ـ يشترك رسميا فى مهرجان كان لم يأخذ برأيى ان الفيلم مش بتاع كان أو مهرجانات عموما ومع ذلك ومع اصراره قدم الفيلم وتم رفضه .. ده حتى ـ فارس المدينة ـ آيام ما كنت محموق شلت علبه بنفسى فى كيس وسافر معايا وطلعت بيه خمس ادوار حلزونية عند صديقة فى باريس قبل ما ابعته للجنة مشاهده المهرجان وبعد ما اتعفيت من دفع مصاريف عرضه بفضل مداخلة ماجده واصف أيام لدارتها قسم السينما بمكاتب العالم العربى بباريس .. واترفض الفيلم .. بينما مثلا فيلم ـ عودة مواطن ـ اختاره مهرجان كان من ضمن خمسة أفلامم انحاء العالم فى دورته الأربعين ليعرض فى هذه المناسبة والفضل للناقد الراحل سمير نصرى اللى لفت نظر المهرجان للفيلم .. هذا ما يلغيش متعة تلقى رد فعل جماهير أخرى سواء فى روسيا أو كندا أو أمريكا أو أسبانيا أو ألمانيا أو و أو وأو .. وصدقونى حضرت مهرجانات كتيره جدا .. مثلا لما حصل ـ خرج ولم بعد ـ على الجائزة الفضية فى قرطاج بتونس اعترض بعض التوانسة بتصفيرهم وأنا طالع المسرح استلم الجايزة .. هذا لم يمنع وزارة الثقافة التونسية ان تمنحنى وسام بعد عدة سنوات .. ما اتدايقتش قوى لما فى مهرجان موسكو ـ زوجةرجل مهم ـ بالرغم من توقعات فوزه لينتصر عليه فيلم كوبى اللى حصل نفس الفيلم على الجائزة الذهبية فى مهرجان دمشق بعد كام شهر وحصل ـ زوجة رجل مهم ـ على الفضية .. ده أكد المنافسة بين الفيلمين من مهرجان الى آخر .. الحقيقة أنا كنت بألاقى تقدير وأهمية لما مهرجان يحب يكرمنى بعرض مجموعة من أفلامى مثل قرطاج وفالينسيا وسترازبور و مونبلييه و تطوان .. فى النهاية الأهم من ده كله هو الفيلم ذاته .. تحقيقه .. ومراقبة رد فعله .. أهم من أى مهرجان .. بالمناسبة أضحكنى كتابة احدى النقاد عن الغدوة اللى فيها المنتج إياه كان بيحكى ع تجاربه فى سويسرا سواء كطباخ أو كجرسون وانه بسبب جائزة فتح مطعم ثم امتلك ٨٨ مطعم فى سويسرا .. يادى الفشر ..
والى اللقاء

Sunday, May 17, 2009

التلاته الكبار


من برلين الى كان الى فينيسيا ( التلاتة الكبار) بتتسابق الأفلام سنة بعد التانية .. والهدف واضح زى الشمس .. تجيبها كده ولا كده هيه كده .. تقولى دب ولا سعفة ولا أسد .. تقولى دهبية ولا فضية ولا برونزية .. كله من أجل التسويق .. اللى ضامن سوقه طمعان فى الزيادة .. واللى سوقه محدود بيتمنى توسيعه .. واللى ملهوش سوق بيدورله على واحد .. إنما نضحك على بعض ونقول تقييم فنى .. هاأو .. ده بتاع اللى زينا بتوع السيما واللى واخدنها حب ولعب وجد .. وحبة النقاد اللى بياكلو عيشهم بالحلال من وراهم .. فى النهاية وفى وسط العالم كله .. النسبة على قدها خالص اللى يهمها الفيلم دخل مهرجان ولا لأ .. كسب جايزة ولا لأ .. اتعرض رسميا ولا لأ .. فى السوق ولا عرض خاص .. على السجادة الحمرا ولا السلالم الرخام .. المهم اللى على الشاشة بياخدك رحلته معاك ولا لأ .. بتصدقه ولا لأ .. بيبهرك ولا لأ .. بيحرك جواك حجات كتير ولا لأ .. مابيهمكش اللغة ولا الجنسية قد ما بيهمك البنى آدمين اللى فيه والحواديت اللى بتجمعهم .. وبعدين بلاش نستعبط وننسى السياسة والزمن .. يعنى تلاقى زى الموضة الصينى يكسب وساعات اليابانى والإيرانى ياخد شوط ولا الكورى .. صدقنى حتلاقى اللى بيربط مثلا بين القنبلة الذرية والترحيب بالفيلم اليابانى أو مثلا الإنقلاب ضد شاه ايران وتولى الخومينى الحكم وانتشار الفيلم الإيرانى .. الخ الخ الخ ... بس طول عمرهم العباقرة ـ أمثال كوروساوا وفيلينى وتروفو وأنطونيونى وكوبولا وبازولينى و مايك لى وكتير غيرهم من أنحاء العالم .. همه اللى بأعمالهم بيفرضوا نفسهم على الساحة .. والفيلم العظيم بيعيش ويعاد اكتشافه من جيل للتانى .. وتعظيم سلام للراحل شادى عبد السلام اللى ـ المومياء ـ شرفنا واتولد من جديد فى كان السنه دى .
والى اللقاء

Thursday, May 14, 2009

يوم لطيف


إمبارح كان يوم لطيف .. اقترحت أنا ووسام ( مراتى ) اننا نخرج بعد الظهر خاصة ان اشرافى اليومى على التشطيب النهائى للشقة الجديدة هوه ما يشغلنى حتى نستطيع الإنتقال .. وفى محل " دارى " المتخصص فى كل شيئ يخص البيت من لمبات الى رفوف الى شناكل وترابيس .. ستة أدوار تنتقل من دور الى دور وتكتشف قد ايه تفاصيل احتياجات المعيشة الحديثة كثيرة ومكلفة .. من حوالى عشز سنوات كنت اشتريت من عندهم حجات للشقة اللى أنا فيها حاليا وكان معظمهم صناعة ألمانى .. الآن معظمهم صناعة صينى .. المهم بعد كده رحنا الزمالك فى مكانى المفضل NO BIG DEAL ..الكافيه اللى طلعته فى فيلم ـ بنات وسط البلد ـ وقابلت بالصدفة نانسى عبد الفتاح مديرة تصوير ـ فى شقة مصر الجديدة ـ وكذلك الموهوب واللى مش واخد حقه زكى فطين عبد الوهاب اللى اكتشفت انه لسه ماشفش ـ فى شقة مصر الجديدة ـ ولما عرف ان أنا كنت بأهدى الفيلم الى روح ليلى مراد فشجعته ان يسعى لمشاهدته .. وكان موجود أيضا ياسر هويدى وهو دكتور طب بجد بس حبه للسينما هو همه الحقيقى فى الحياة وكان قد ساعدنى مع أحمد رشوان فى ـ أيام السادات ـ وكنت لسه معزيه لفقدانه والدته .. رحمها الله .. وجم البنات اللى كنا مواعدينهم .. أيتن أمين و مريم الأحمدى كانوا حيساعدونى فى ـ ستانلى ـ وبذلوا مجهود كبير مجانى لما الإنتاج قرر يلغى المشروع ويأكل حقهم بلوشى .. وكانت معاهم دينا حمزة اللى كسبت جايزة مؤخرا على فيلم قصير من المهرجان القومى .. وأيتن لسه مخلصة فيلم روائى قصير من تأليف وسام سليمان وانتاج المركز القومى اسمه ـ ربيع ٨٩ ـ ..بنات طموحة سينمائيا وعندهم رؤية وأحلام .. وقررنا بعد كده أنا ووسام والبنات نروح عند باب النصر وعند زيزو نتانة بتاع السجق والمخ والكبده المشطشه وقعدة الرصيف الحلوة فتحول اليوم من يوم عادى الى يوم حلو بلا مرارة .. المرارة بقه فى رؤية تريلرات الأفلام اللى حتتعرض قريبا وكأنها أفلام شفناها قبل كده .. شوية زعيق على ضرب على دم وحبة سكس أقرع .. طبعا فيه الى حيفتكر انى شايل حبتين من الوضع السينمائى وحظى معاه .. يمكن .. بس الواقع هوه اللى بيأكد الإفلاس اللى موجود .. فينك يا عم عاصم .. وحشتنى .. وحشنى نبل كتابتك ووعيك وصدقك .. ده عاصم توفيق اللّه يرحمه .. وفينك يا سامى .. بكتاباتك الصريحة عن الأفلام والسينما عموما .. ده سامى السلامونى اللّ يرحمه ... هوه كل النبلاء ماتوا ولا ايه ! .. ده حتى جرنال محترم معارض حبتين بيدى مساحة لناقد مفلس ومغرض تماما .. أظن كفاية .. بنتى نادين فى مهرجان كان لأول مرة مدعوة من هيئة فرنسية بتشجع مشروعها ـ هرج ومرج ـ اللى بقالها اكتر من سنه بينموا ويتطور فى ورشة بعد الأخرى من باريس الى المغرب والدعوة عشان تقدم مشروعها لنخبة من المنتجين .. وأتمنى لها التوفيق .
وإلى اللقاء

Friday, May 8, 2009

سينما ٢٠٠٨



أعيش هذه الأيام فى مناخ المهاجرين .. كتبى و مجلاتى وسيناريوهاتى وألبوماتى فى صناديق كرتونية تملأ الصالة وملابسى معلقة فيما كان سابقا دولاب حائط وحواذط الشقة أصبحت عارية من الصور .. فمرحلة الإنتقال من مكان الى آخر شاقة بكل المعايير .. ومن الدور الأول الى دور الحادى عشر ومن أشجار محيطة الى تلال صحراوية فى البعد بالرغم ان انتقالى من المعادى الجديدة الى زهراء المعادى لا تزيد المسافة عن خمسة كيلومترات من هنا الى هناك .. ولعل هذه الظروف عذرا كافى لعدم الكتابة .. وهذا العام من بعد اشتراكى فى لجنةتحكيم مهرجان القاهرة الى رئاسة تحكيم مهرجان المركز تاكتثوليكى الى عضوية لجنة تحكيم المهرجان القومى عرضنى لمشاهدة أغلبية انتاج ٢٠٠٨ للأفلام المصرية .. وتوبة دى النوبة ..
مشاهدة ٣٤ فيلم تقدمت للمسابقة من اجمالى ٥٢ تم انتاجة .. رحلة عذاب .. فإذا اخترنا الأحق فلن يزيد عن الدزينة .. ١٢ فيلم قابلين للنقاش الجاد .. أما ما تبقى فكان دون أى مبالغة مثال للإستخفاف بعقول الناس والإستهتار بأصول الحرفة والإعتماد على محاولات إستنساخ لأفلام أمريكية .. هذا الوضع يخيب الآمال ويصيب الإكتئاب .. ولذلك دهشت لرد الفعل بعد النتائج التى أقر بنزاهتها وعدالة التصويت الذى تم بين التسعة أعضاء لجنة التحكيم تحت قيادة الأديب جمال الغيطانى .. واستنكرت ما قرئت عن اعتراض كاتبة سيناريو لإحدى الأفلام المتسابقة فور اعلان النتيجة ومواجهتها لرئيس اللجنة عقب نزوله من على المسرح .. فى احدى سنوات المهرجان نال فيلمى ـ سوبرماركت ـ على جائزة السيناريو وجائزة انتاج ولم احصل على جائزة الإخراج ولم أغضب أو اعترض أو حتى أشعر بالظلم .. فلكل لجنة اتجاه وتذوق خاص بأعضائها ونظام تصويت عادل .. وبالرغم ان المهرجان أتاح لى فرصة متابعة انتاج عام كامل وفرصة إبداء رأيى بصراحة بدون كاميرات القنوات الفضائية التى تحاصرك مع كل عرض خاص تطلب منك المجاملة الإجبارية .. مما يذكرنى فى الماضى البعيد وحضورى عرض خاص لإحدى الأفلام فى هوليوود والمجاملات التى تدور عقب العرض بين الضيوف وأمام الكاميرات ثم الرأى الحقيقى الخالى من أى مجاملة بين الضيوف وهى تنسحب وقد كنت من ضمنهم مع مجموعة من العاملين فى السينما الأمريكية..
والى اللقاء