Thursday, February 26, 2009

ستانلى / الملف الكامل



ملف ـ ستانلى ـ الفيلم لا يزال مفتوح وان كان قدعاد مرة اخرى على الورق .. مشروع وصوله الى الشاشة حاليا فى علم الغيب.. والمسألة ليست مجرد ظروف اقتصادية أو حسابات انتاجية فهناك فرق بين الحالتين .. فالظروف التى يعتقد البعض سبب توقف المشروع أنه الإنهيار الإقتصادى الذى أصاب عالمنا الرأس مالى .. فهذا ليس سبب دقيق كونه أصبح الشماعة التى علق عليها المشروع إذ انه بدء من مدة طويلة قبل أى إنهيار من أى نوع... وإذا وضعنا الحسابات الإنتاجية فى الإعتبار فيكفى تواجد نجوم مثل محمود عبد العزيز ثم خالد صالح ... يعدو كارت ضمان إنتاجى فى حسابات مكاتب الإنتاج/توزيع/أصحاب السينمات بوضعهم الإحتكارى اليوم فى السينما المصرية .. لذلك آن أوان طرح الملف عليكم بتفاصيله ليس من باب الهجوم على محاولى إجهاض مشروع فيلم قدر ما هو دفاع عن مشروع فيلم كاد يولد ...
بدايات ستانلى الحقيقية تعود الى عام ٢٠٠٦ .. فكرتى ورغبتى فى صنع فيلم يعكس بطريقة أو بأخرى روح وخلفية العنف الملحوظ فى عالمنا المعاصر ... وتدريجيا بدئت أنسج تفاصيل شخصية هاجرت فى شبابها وتعود الى موطنها بعد سنوات لنكتشف نحن تدريجيا جانب التغيير الذى حل بها وكم من عنف غير متوقع يكمن بداخلها فى إطار درامى وإثارة وقررت إشراك ـ محمد ناصر على ـ الذى تعاونا معامن قبل فى ـ كليفتى ـ كى ننجز ملخص تفصيلى كامل تم فى حوالى ١٧ صفحة ... وتحمست لفكرة عودة الفنان محمود عبد العزيز الذى لم نتعاون منذ فيلم ـ نص أرنب ـ فى الثمانينات وتم الإتصال به وعددت اللقاءات وأبدى اعجابه وحماسه للفيلم ... والجدير بالذكر غياب محمود عن الشاشة حو الى سبع سنوات وكنت أفضل ان يكون - ستانلى - تذكرة عودته لولا ان مشروع ـ ليلة البيبى دول ـ بإمكانياته الإنتاجيه ربما ماديا على الأقل أكثر إغراءا ولو ان فى تلك الفترة لم يكن إلا فى شكل سيناريو ضخم بعدد صفحاته يمر بمراحل تعديل .. قرارنا عدم استئناف كتابة سيناريو ستانلى بحواره ألا بعد ضمان مساندة انتاجىة إذ ان الملخص نفسه تفاصيله كافية لرؤية متكاملة للسيناريو بعد ذلك ..
ورشح محمود عبد العزيز شركة ألباتروس التى يملكها كامل أبو على وتم تحديد موعد التقيت بالسيد كامل مع محمود وكانت مقابلة مشجعة بالكلام الحلو والشاى والحلوى فى مكتب ألباتروس الأنيق بحى المهندسين وأبدى السيد كامل سعادته وحماسه الشديد للمشروع وانتهت المقابلة بإصرارى ان يتم التعاقد مع محمود قبل أن يتم معى وبالفعل تم تحديد موعد مع محمود اليوم التالى لمناقشة الأجر والشروط المطلوبة .. الخ.. وحدد موعد معى فى اليوم الذى يليه لنفس الأسباب..
أتذكر جيدا خروجى أنا ومحمود من اللقاء ُفي منتهى السعادة والإطمئنان .. وكانت سيارتى قد ركنتها فى أول الشارع الطويل أما محمود فسيارته كانت بإنتظاره بسائقه الخاص أمام المكتب الذى فى آخر الشارع وطلبت من محمود أن يوصلنى لسيارتى إلا انه اعتذر حتى لا يضطر ان يدور حول المنطقة حيث ان الشارع ذو اتجاه واحد ... واتجهت عائدا الى سيارتى مشيا وأنا اعلق فى صمت ساخرا من ندالة الموقف .. وفى اليوم المحدد تمت مقابلة كامل أبو على والإتفاق على قيمة وأسلوب التعاقد على أنه سيتم الإتصال بى فى الأيام القادمة لأحضر معى محمد ناصر ومدير انتاج رشحته كى يتم الإتفاق والتعاقد معهم كذلك ...
أتذكر أيضا أثناء هذا اللقاء عدة مكالمات تليفونية مع كامل أبو على يتحدث فيها عن فندق سياحى يملكه فى الغردقة ومشروع استثمارغسالة الملابس العملاقة لتخدم على الفنادق الأخرى وان اهتماماته الأساسية بعيدة تماما عن الفن السينمائى ..
وبعد يومين اتصل بى محمود عبد العزيز وأخبرنى انه تم بالفعل التعاقد معه وقبض بالفعل الدفعة الأولى مما زاد من اطمئنانى بدون شك ..
ومرت الأيام والأسابيع ولم يتصل بى السيد كامل أبو على .. لم أيقن حينذاك هذا الأسلوب الجبان فى ترك الأمور معلقة بلا مبالاة للطرف الآخر .. أسلوب يتضمن عدم الرد على التليفونات أو الرسائل .. الى تأكدت من تراجع كامل أبو على عن طريق محمود عبد العزيز ومحاولته تحويل تعاقده مع محمود الى مشروع فيلم آخر أو مسلسل تليفزيونى .. الفيلم الذى كان يحاول كامل اغراء محمود به كان ـ طباخ الريس ـ الذى قام طلعت زكريا ببطولته بعد ذلك ..
فى شهر يوليو استأنفت تصوير ـ فى شقة مصر الجديدة ـ بعد أن مر كذلك ببعض العراقيل لكاتبته وزوجتى وسام سليمان .. بدءا من هانى خليفة فى مرحلة كتابة السيناريو واختلفت وسام مع رؤية هانى .. ثم رشحت لها المخرج محمد على ليكون أول أعماله إلا انه بعد تحمسه ولعدم وجود انتاج فعلى فى تلك المرحلة لم يصبر وقفز الى مشروع آخر انتاجه متاح فورا .. هنا قررت قراءة السيناريو وبدئت أتحمس له ورحب جهاز السينما تحت ادارة ممدوح الليثى.. وقد كان فتحقق الفيلم ونال استحسان كل من النقاد ومشاهديه ..
أما بالنسبة لمشروع ـ ستانلى ـ فعدت الى نقطة الصفر إلا اننى قررت مع محمد ناصر ان يتم كتابة السيناريو كاملا وهذا ما تم بالفعل وتم الحصول علي الموافقة الرقابية .. كل هذا لتسهيل خطواتنا فى إيجادد ممول للمشروع ..
تم فى تلك المرحلة الإتصال بقناة الإى آر تى التى أبدت حماس بعد الإطلاع على الملخص إلا انها تخوفت من الميزانية المتوقعة لتحقيق طموحات المشروع على الوجه الأكمل بناء على تصورى ان يتم تنفيذه فى الشتاء وبالأسكندرية وخاص فى فصل العواصف كى تمد صورة الفيلم بعنف الطبيعة أيضا ...
فى هذا التوقيت كانت المخرجة نادين خان ( ابنتى) والمونتيرة دينا فاروق والمخرج اسلام عزازى والمخرجة رينا خورى قد كونوا معا شركة خدمات انتاجية كخطوة تتوسع مستقبلا وتخوض تجارب انتاج أفلام قصيرة وطويلة .. وكان من الطبيعى ان أقترح عليهم تسويق مشروع ـ ستانلى ـ .. وبالفعل تمكنوا التعامل مباشرة مع رجل الأعمال نجيب ساويرس الذى أبدى اهتمام فى بادئ الأمر .. بل اعطى تعليمات لإحدى شركاته بدراسة وتمويل المشروع .. إلا ان عكس ما لمح به محمود عبد العزيز ان ساويرس متحمس جدا لإنتاج فيلم بطولته .. الواقع كان العكس تماما وكان من الصعب توصيل هذا الواقع لمحمود .. وهنا لأول مرة تم ترشيح وقبول شركة ساويرس فكرة استبدال محمود بالممثل خالد صالح الذى قرء السيناريو دون علمى وتحمس للدور ..
فى هذه الأثناء كان لا يزال تمسكى ب محمود عبد العزيز قائم .. وتقابلنا أثناء تواجدى فى نيويورك وتواجده فى نفس الوقت فى تصوير ـ ليلة البيبى دول ـ وعند عودته للقاهرة اقترح وطلب ارسال نسخة السيناريو الى عماد أديب فى باريس بمنطلق ان تنتجه شركة جود نيوز .. وتم بالفعل ارسال السيناريو وبعد اكثر من شهر وعقب زيارة وعودة محمود من باريس دهشت لعدم ايجاد أى رد من طرف عماد أديب وغضبت من تفسير محمود أن كبريائه منعه من حتى الإستفسار عن مصير المشروع لدى جود نيوز .. وأبديت ضيقى لزوجة محمود المحاورة النشيطة واللامعة بقناة آى آر تى بوسى شلبى .. وهذا بدار الأوبرا بعد تكريمى بالمهرجان القومى ووعدتنى ان تعطينى جواب نافع أثناء مهرجان كان حيث سيعرض فيلم ـ ليلة البيبى دول ـ وستقابل عماد أديب هناك .. وللأسف لا أثناء أو بعد مهرجان كان وصلنى أى رد فعل بخصوص المشروع ..
نعود الى نجيب ساويرس وبعد مرور شهور أبلغتنا شركته ان تحبز تأجيل المشروع لشتاء آخر .. ولم نكن على علم ان هناك تخطيط تكوين شركة جديدة ـ مصر للسينما ـ تجمع بين ساويرس وكامل أبو على كشركاء .. وأشيع ان المخرج خالد يوسف من المحتمل ان يدير مشاريع الشركة ..
وبالفعل عن طريق خالد يوسف عاد المشروع الى كامل أبو على مؤقتا فى مرحلة تأسيس الشركة الجديدة إلا ان الإدارة منحت لآخر كان يعمل فى شركة روتانا اكتشفت فيما بعد ان خبرته السينمائية الإنتاجية ضئيلة للغاية .. وتم التعاقد هذه المرة بينى وبين شركة ألباتروس مؤقتا الى ان يتم تجهيز عقود المصرية للسينما ..
ومرة أخرى الكلام الحلو والكبير لم يبخل به كامل أبو على وتم التعاقد مع مدير الإنتاج ومساعدى الإخراج وتشجيعا من كامل لتشغيل المكاتب الجديدة للشركة الجديدة مرت عدة شهور تحضر للفيلم فى هذه المكاتب من كاستنج لجميع الأدوار والسفر لمدة أسبوع الى الأسكندرية لإختيار أماكن التصوير وتم الإتفاق مع خالد صالح الى ان فجأة توقف كل شيئ دون أى تفسير أو اعتذار بنفس أسلوب المماطلة والتهرب ..
هذا كان قبل الأزمة الإقتصادية التى أصابت العالم وأصبحت شماعة أعذار ..
هناك علامات خطرت ببالى .. مثلا بعد تعاقدى بيومين اتصل بى كامل أبو على يرشح الممثلة سمية الخشاب ولم أوافق على الترشيح لعدم وجود الدور الذى من الممكن ان أجده لها .. إلا ان بعد عدة أيام تكرر الترشيح عن طريق مدير الشركة نيابة عن كامل أبو على وكأنه شرط دون ان يعلن عنه ورفضت الفكرة بأكملها ..
فى هذه الأثناء بمهرجان دمشق اكتشف محمود عبد العزيز أمر الإستغناء عنه حين وجد نسخة من السيناريو فى حوزة إلهام شاهين التى رشحتها فى دور كضيفة شرف .. وثار محمود ووصل شكواه عن طريق بوسى شلبى الى كامل أبو على الذى اخبرنى بالأمر فى نفس الساعة التى يوقع اتفاقه مع خالد صالح ...
تصريح كامل أبو على فى برنامج تليفزيونى ان الأزمة الإقتصادية هى السبب جاء متأخرا جدا بينما افتتح حديثا قرية سياحية جديدة واشترك مع ساويرس فى مشروع مهرجان سينمائى بشرم الشيخ عام ٢٠١٠ ورشحوا الممثلة يسرا لترأسه ..
الوضع الحالى هو اصرارى ان تتنازل شركة ألباتروس عن حقوق السيناريو الذى تم تجديد ترخيصه رقابيا بأسمها فى حين لم يتم أى تعاقد بشأن السيناريو وان يتم رسميا إلغاء تعاقدى .. وبالرغم من تعاقدهم مدير الإنتاج ومساعدى الإخراج وعملهم فى تحضير الفيلم فلم يتقاضوا حتى دفعة التوقيع ..
المهزلة هو انه حتى هذه اللحظة لم يتكرم كامل أبو على الإتصال ولو مرة واحدة
يفسر أو يعتذر وكأن الأمور يعتقد انها من الممكن ان تظل هكذا معلقة الى ما لا نهاية ..
والى اللقاء

Sunday, February 15, 2009

العاصفة


إدمان مشاهدة الأفلام مثل إدمان التدخين .. واذا كانت قوة الإرادة قد تشجع الإقلاع عن التدخين مثلما توقفت منذ خمسة أشهر حتى الآن ..إلا أن مشاهدة الأفلام من المستحيل الإستغناء عنها .. وبالرغم من احترافى فلا زلت مشاهد هاوى من الدرجة الأولى استسلم للشاشة ومحتوياتها بكل مشاعرى .. واذا كانت مدونتى تميل فى اختيارتى الى أفلام خارج السائد أو الحديث بحكم التغطية الكافية بمدونات
أخرى على يد عشاق آخرون لهذا الفن الجميل وأجد فرصة لفت نظر لبعض الأفلام التى قد لم ينتبه لها البعض سواء برؤية سلبية أو إيجابية فى النهاية هى حتما مسألة تذوق .. وحين تتاح فرصة مشاهدة فيلم يضم جون كازافيتس و سوزان سارندون وجينا زينولدز ومعهم فيتوريو جاسمان وهو رمز من رموز السينما الإيطالية فى الخمسينات .. أعتقد فرصة فريدة خاصة فى رؤية حديثة لمسرحية شكسبير ـ العاصفة ـ التى اخرجها بول مازورسكى عام ١٩٨٢ واختار جزر اليونان كمسرح للأحداث وكان مازورسكى يريد المخرج إيليا كازان فى دور الأب ولم يوفق فى ذلك ونجد كازافيتس يبدو عليه آثار المرض الخبيث الذى أودى بحياته بعد سنوات قليلة .. والتزم مازورسكى بالروحالمسرحية حينما قدم ممثليه فى نهاية الفيلم واحد بعد الآخر يحيينا نحن المشاهدين .. وبالرغم من تخبط إيقاع الفيلم إلا ان قيمته الحقيقية هو تواجد كل هذه المواهب أحيانا فى كادر واحد.. وتشكر قناة أفلام أم.ب» سى ٢ على هذه الفرصة ..
والى اللقاء

Tuesday, February 10, 2009

العودة

يوم مشمس في شارع ٩ بالمعادى وعلى تراس كوفى شوب بينوس احتسى الكافيه لاتى قبل موعد مناقشة معالجة سيناريو وإذ بسيدة أنيقة فى العقد الرابع و بصحبة زوجها تتوقف وهى على وشك المغادرة لتقول لى ـ فين الأفلام الجميلة ؟ ـ سؤال أو اتهام أو عتاب أو مديح .. أى كان فهو ما يعيدنى الى مدونتى بعد غياب وعام جديد قد هل علينا أثنائه وأفلام عديدة شاهدتها وظروف انتاجية أوقفت ستانلى ومناخ اقتصادى كئيب محليا وعالميا وبعدالغدر الذى أصاب غزة وأصابنا.. أهيأ نفسى ببعض من التفائل .. والى اللقاء