أغلب أبطال الأفلام الأمريكية الحديثة فى حالة هروب من الذات أو إخفاء مشاعرهم نحو الآخرين أو رفض الإعتراف بهذه المشاعر وكأنها حالة عامة فى المجتمع الأميركى المعاصر .. مثلا الشخصيات التى يميل النجم جورج كلونى الى تجسيدها على الشاشة فهى تبدو بلا مشاعر وقليلة الكلام ولكن هناك دائما نقطة الضعف المخفية التى تصاب بخيبة أمل كما فى نهاية كل من فيلم
UP IN THE AIR و MICHAEL CLAYTON
ثم تأتى تراجيديا القاتل المحترف فى
THE AMERICAN
الذى يؤديه كلونى بإحتراف مماثل فهو يتعامل مع القتل بعفوية مخيفة تؤكدها مشاهد الفيلم الأولى من موقف قد يبدوا رومانسى يتحول الى عنف مفاجئ
وحتى الكوميدى بن ستيلر يقدم شخصية متوترة رافضا أن يستسلم لأى مشاعر فى فيلم يحمل اسم الشخصية
GREENBERG
فهو الأخ الذى يرعى منزل أخيه وعائلته أثناء عطلتهم بالخارج وبعد خروجه من مصجة عقب إصابته بإنهيار عصبى ليقاوم علاقة عاطفية نمت بينه وبين شابة تخدم عائلة أخيه .. أما الفيلم الثالث الذى شاهدته مؤخرا فهو تحفة جديدة لكلينت إيستوود كمخرج
HEREAFTER
فدائما يزهلنى إيستوود بسرده السينمائى الذى قد يبدو بسيط إلا أنه أعمق بكثير وبالرغم من تنوع إيستوود فى مواضيع أفلامه إلا أن بصمته تتضح من فيلم الى آخر وهذه المرة يتناول تيمةما بعد الموت فى أذهان ثلاث شخصيات بثلاث أمكنة متفرقة إلا أن يجمعهم فى النهاية مكان واحد .. وإعادة خلق مشاهد التسومانى فى مشاهد الفيلم الأولى تعد من وجهة نظرى عبقرية فى تنفيذها سواء كان الإستعانة بتكنولوجيا الديجتيل والجرافيك أساس فى التنفيذ فما يظهر على الشاشة مقنع ١٠٠٪
وإلى اللقاء