
نعم .. نستطيع التغيير
فيلم ل وودى آلن أصبح مناسبة سنوية .. فمن الممكن أن نصف وودى آلن المخرج المؤلف ب مدمن إخراج .. فهو يذكرنى بمقولة مخرج مصرى راحل ـ ادينى ورقة بيضا وأنا أخرجهالك ـ التى من الأرجح قالها مازحا وهو يجلس أمام الفرن الشهير الذى كان يمتلكه فى قلب العاصمة قبل أن يحترق .. فقد أصبحت أفلام وودى آلن الأخيرة أوراق محترقة مفتقدة نضارة أفكاره السابقة وأصابت مداعباته و حواراته اللماحة والذكية الصدء .. ومثل حماس صاحب نكتة يعتقد صاحبها أنها جديدة ليستقبلها المتلقى بإبتسامة باردة وهو يعلن أنها قديمة .. هكذا من الممكن أن أصف آخر أعماله حيث يعود الى تيمة الخيانه فى العلاقات الإنسانيه فمرة أخرى نجد الزوج العجوز المتصابى الذى يهجر زوجته من أجل شابة يكتشف أنها فى الأصل مومس وبالطبيعى تخونه مع آخرين أو الإبنة التى تكاد تخون زوجها مع رئيسها المتزوج والذى بالتالى يخون زوجته مع صديقة لها .. وأيضا زوج الإبنة الأديب الفاشل الذي يخونها مع فتاة تقطن فى شقة بالمبنى المجاور يراقبها عبر النافذة التى بالتالى تخون خطيبها من أجله .. كل هذه الخيانات المتراكمة تؤدى فى النهاية الى الظروف التى تخون كل من أصحابها .. فالزوج العجوز حين يعود الى رشده ويرغب العودة الى زوجته القديمة يكتشف آن المومس حامل وربما تحمل له الإبن الذى طالما تمناه .. أو زوج الإبنة الذى سرق كتاب صديق له أصيب فى حادث وأعتقد انه مات ليكتشف أنه فى غيبوبة مؤقته وبالتالى سيشفوا ويكتشف سرقته حين ينشر الكتاب .. وهكذا يتنقل وودى آلن من خيانة الى أخرى فى فيلم يفتقد حيوية وفكاهة وذكاء أعماله السابقة
وإلى اللقاء
أحيانا أقتنى أفلام وتخزينها للمشاهدة فى وقت لاحق وأحيانا يسهوا عنى فيلم أو فيلمين بمتابعتى لأفلام أخرى فى قائمة الأفلام المهمة فى اعتقادى كأسبقية لمشاهدتهم.. وهذا الفيلم من ضمن السيديهات المنسية الذى أكتشفها عادة بالصدفة وأتسائل لماذا لم أشاهدها من قبل .. وأحيانا مثلما حدث مع هذا الفيلم ألوم نفسى لهذا التأخير .. وأستطيع أن أجزم أن هذا الفيلم بالذات اكتشاف بمعنى الكلمة واستحق بجدارة جائزة الإخراج التى حصل عليها فى مهرجان صندانس للأفلام المستقلة عام ٢٠٠٦ فعالم التمانينات بإحدى أحياء نيويورك الفقيرة وشبابها التائه فى شوارعها وعلاقتهم ببعض وأحلامهم المجهضة يقدمه مخرج العمل ومؤلفه بصدق شديد وبأسلوب سرد جريئ وخاص ومنعش فهو يقدم عالم عاشه بالفعل وشخصيته الحقيقية فى مرحلتين يؤديها كل من الممثل الصاعد شيل لابوف والنجم روبرت داونى فالفيلم يتابع عودة الإبن الذى فلت ونجح كمؤلف ليزور أبوه المريض والحى الذى نشأ به ونتابع فى نفس الوقت وفى نفس المكان ماضيه من الأصدقاء الذى طحنتهم الحياة إما بالمخدرات أو السجن أو الموت .. أسلوب الفلاشباك فى تشابك الحدث بين الحاضر والماضى سلس للغاية .. فهو فيلم بالرغم من قسوته ينبع من صميم قلب صانعه لتجعلك تتعاطف مع جميع الشخصيات لأنهم جميعا ضحايا زمن ومناخ ..
وإلى اللقاء