أول دعوة غذاء بمهرجان ترايبيكا/الدوحة كان بإحدى المطاعم اللبنانية المطلة على الخليج واستعجبنا أنا ومحمد رضا عن اختيارهم للمكان خاصة أن الترابيزات والكراسى اترصو فى الهواء الطلق تحت شمس لا ترحم وخططنا للترابيزة الوحيدة تقريبا المحمية ببعض الظلال لننقض عليها قبل اللآخرين وانتظرنا وصول الضيوف المهمة ومن ضمنهم مارتن سكوسيزى والممثل الإنجليزى ـ أصول هندية ـ بن كينجزلى .. الذى منذ تقمصه غاندى وجدناه فى أدوار متنوعة وطموحة مثل المجرم السيكو فى
Sexy Beast
أوالمتهم بالتعذيب والإغتصاب من طرف ناشطة سياسية فى فيلم رومان بولانسكى
Death and the Maiden
أو المهاجر الإيرانى المتشبث بملكية بيته فى أمريكا فى
House of Sand and Fog
وأفلام عديدة أخرى ولكن لم أتوقع أبدا أن أجده فى دور رومانسى كما فى
Elegy
فيلم أطارده من مدة حتى أن وقع فى شباكى على شاشة التليفزيون
فالقصة عادية شاهدناها تتكرر فى عشرات الأفلام وقرئناها فى عشرات الروايات .. علاقة رجل بإمرأة تصغره سنا .. ولكن ما يميز الفيلم من وجهة نظرى هو عمق الرؤية فى العلاقة .. فالرجل هنا يدرس أدب بالجامعة الى جانب شهرته كناقد أدبى والفتاة تلميذته من أصول كوبية ـ تؤديها الأسبانية بينيلوبى كروز ـ ..الرجل مطلق له ابن فى الأربعين من عمره ويعيش حياة حرة بكل المقاييس ليكتشف فى علاقته مع تلميذته ضعفه المتستر نحوها .. وحتى ميلودرامية النهاية لا تشوشر على صلب الفيلم فى سرده علاقات الرجل سواء مع عشيقة قديمة أو صديق أو ابن
فكل العلاقات تصب فى النهاية الى ما يدور داخل الرجل من تناقضات أحيانا ومولجهات مع الذات أحيانا أخرى
وإلى اللقاء