Thursday, July 31, 2008

راس البر


مدينة راس البر اكتشاف فإلى جانب موقها المميز حيث تلتقى مياه نهر النيل الحلوه بمياه البحر الأبيض المالحه فى عناق أبدى فهى مصيف بلا طبقية .. الموظف الى جانب العامل الى جانب المقتدر .. تشعرك بالمساواة المفقودة فى الساحل الشمالى أو على ضفاف البحر الأحمر .. واكتشافى أغنية قديمة لمنيرة المهدية ـ ما أحلى الفسحة فى راس البر ـ
زاد من حماسى اختيارها لبعض مشاهد ـ نسمة فى مهب الريح ـ وازداد أيضا تفهمنى لموقف سكانها ضد إنشاء مصنع البتروكيماويات ـ أجريوم ـ على ساحلها وتتطور اهتمامى بتاريخها الذي يعود الي عام ١٨٢٣ حيث كان مشايخ الطرق الصوفية و أتباعهم بدمياط يسيرون بمجموعهم نحو الشمال مع النيل للإحتفال بمولد ـ الشيخ الجربى ـ بمنطقة الجربى جنوب رأس البر. و كان التجار يفدون إلى رأس البر لمقابلة سفنهم العائدة من رحلاتهم و هنا شاهدوا أول طلائع المصيف ممثلة في هؤلاء المتصوفين و استمر الجميع في هذا المكان الهادىء الجميل الذى يبعث في النفس روعة التأمل و طمأنينة التعبد. كما اعتادت بعض الأسر أن تخرج أيام الصيف في سفن شراعية على النيل و ترسو أمام رأس البر و تقضى النهار في النزهة و الصيد و الرياضة فراقهم جوها وشيدوا لهم أكواخاً من حصر البردى تطورت الى بناء على أرضيات خشب وسموها بالعشش لتصبح مصطافا.
فى عام ١٨٩١أنشأ رجل فرنسى اسمه ـ بكلان ـ و سيدة فرنسية تدعى ـ كورتيل ـ مطعماً و باراً قرب طابية الشيخ يوسف ... كما أنشأ أول فندق راق أمام الفنار وسط المصيف جذب رجال المصطافين و دفع آخرين لبناء عدد آخر من الفنادق.
و ضعت للمصيف أول خريطة هندسية بسيطة عام ١٩٠٢موضحاً بها مواقع العشش و أرقامها و الأسواق و غيرها .. و تقرير تأجير أرضه..وإضاءة طرقه بالفوانيس و تسيير مراكب نيلية لنقل المصطافين و البريد من دمياط إلى رأس البر وبالعكس .
كان مصيف رأس البر موسمياً مؤقتاً لا بقاء له غير أربعة أشهر الصيف ..و قد كانت منشآته تقام عندما يهل الصيف في مدى أسبوعين فيصبح مدينة صغيرة بها ما بسائر المدن الحديثة. فإذا ما أدبر الصيف زالت معالمه و عاد إلى مساحة خالية من الرمال المعرضة لمد البحر تطغى عليه أمواجه فتغطيه و تغسله و تهيؤه لإستقبال صيفاً جديداً نظيفاً نقياُ و قد انحسر عنه الماء و جففته أشعة الشمس.
اليوم و على الخريطة السياحية لمصر أصبح مصيف رأس البر من أهم المصايف السياحية الهامة بمحافظة دمياط ..
وقيل لى انه كان المصيف المفضل لدى أم كلثوم .
وعلى فكرة تشتهر راس البر بحلوى المشبك .. للى نفسه فيه
والى اللقاء

Sunday, July 27, 2008

وداعا جو

رحيل يوسف شاهين بمثابة ختام رحلة جيل لم يتوقف عن العطاء حتى آخر نفس ـ صلاح أبو سيف / فطين عبد الوهاب / عز الدين ذوالفقار / بركات / كمال الشيخ / عاطف سالم ـ وهو الوحيد بينهم الذى اكتسب شهرة عالمية بمعنى الكلمة وأصبح بالنسبة للأجنبى كلمة شاهين تلقائيا تعنى السينما المصرية والعكس صحيح .. وهذا لم يأتى من فراغ فمشواره السينمائى المتنوع لم يخلو من بصمة خاصة به سواء اتفقنا أو اختلفنا فى تقييم أعماله .. ووجوده على الساحة مع الأجيال اللاحقة مثال للإستمرارية المرحب بها دائما .. وغيابه سيفتقد بشدة .. فنحن كنا دائما فى انتظار فيلمه القادم .. وكم سيطول الإنتظار .. وداعا جو.

فى قرطاج ١٩٨٨ مع جو وتوفيق صالح
والى اللقاء

Sunday, July 20, 2008

نسمة


من أسوء الأفلام المصرية التى شاهدتها فيلم ـ أيظن ـ ويكفى هذا الوصف خاصة اننى اتجنب التطرق بقدر المستطاع للأفلام المصرية الحديثة بإعتبارى أحد مخرجيها وقد اضطررت الى مشاهدة هذا الفيلم على اسطوانة لرؤية مكياج بطلته كفتاة تخينة وكم بشاعة ما رأيته .. السبب وراء ذلك هو فيلمى القادم ـ نسمة فى مهب الريح ـ أو ما أفضل تسميته بالإنجليزية
FAT GIRL, BIG HEART
خاصة ان فيلمى بطلته المفترض تخينة/ بدينة ولو انى اتخيلها مليانة بالوصف البلدى وهو مشروع قديم كما هو معروف واذا كان الفيلم سيحمل بداخله ابتسامة فالمؤكد انه لن يتحول الى كوميديا هزلية بأى حال من الأحوال فإختيارى بدانة البطلة هو فى الأساس انسانى فى نظرته لبطلته التى تمثل شريحة ضخمة من المجتمع الذى نعيشه .. فهى أولا وأخيرا فتاة عادية جدا.. من حقها ان تحب وتحقق ذاتها وأن تحلم.
والى اللقاء

Friday, July 18, 2008

Melissa P.


الفيلم الثانى من مجموعة دمشق هو إيطالى عنوانه يحمل اسم مؤلفة الرواية المقتبس عنها الفيلم كما اشتركت فى السيناريو وبالتالى اسم بطلة الفيلم الذى يدور مرة اخرى حول سن المراهقة واكتشاف الجنس .. ما أثار انتباهى هو دور الجدة الذى أدته جيرالدين شابلن ـ بنت العبقرى شارلى ـ التى يبدو استقرت فى السنوات الأخيرة بالعمل فى السينما الأوروبية وهى هنا ترسم بأدائها وبمهارة شخصية الجدة المتمردة .. التفاصيل بالفيلم استثمرها المخرج كى يعكس بحسية مشاعر بطلته وبدون ابتذال بالرغم من المشاهد الجنسية .. والفيلم مقسم الى فصول السنة الأربعة ومذكرات المؤلفة/البطلة من نهاية عام دراسى الى نهاية عام دراسى السنة اللاحقة .. البراءة التى تشع من تعبيرات الممثلة التى أدت الدور يؤكد حسن الإختيار و يثير قضية الكاستنج التى تعانى منه السينما المصرية اليوم وخاصة تقف عقبة أمام مشاريع هامة لأكثر من مخرج يقاوم سوق النجومية الزائفة التى توهم كل صاحب أو صاحبة موهبة أى كان درجتها بأن مساحة الدور هو العنصر الحازم فى الموافقة عليه ومعظمهم ينتهى بهم المطاف بعد ظهورهم فى فيلم يعتمد أساسا على تواجد نجم شباك وبالتالى نجاح تجارى هو ان يظلوا محلك سر أو يقبلوا شبه بطولات فى أفلام مصيرها النسيان... فالذكاء غالبا يفتقدونه.. ومثلهم من فاتهم قطار النجومية ولا يزالوا موهومين باللحاق به.
وإلى اللقاء
إضافة الى ما سبق ان فى كل صناعات السينما المتحضرة هناك ما يسمى ب
Casting Agent
وهو الذى بناء على السيناريو المطلع عليه يرشح ويختبر من أجل تحقيق رؤية العمل والمخرج
هنا ما يلقب بالريجى هو أصلا متخصص فى الكومبارس
اضافة الى طموح كل من هب ودب فى التمثيل ومنهم من يعطى لنفسه حق الإتصال المباشر مع المخرج
قليل يعرفون أو يقدرون أن الدور ذاته فى النهاية هو الذى يقرر من يمثله
وكم من عناء للوصول الى ذلك

Sunday, July 13, 2008

سيد فيلد / جان كلود كاريير

سمعت عن ورشة السيناريو الذى حاضر بها المؤلف سيد فيلد بدعوة من شركة محمد حفظى وهى بدون شك تحسب لحفظى والمؤكد مفيدة الى حد كبير ولو ان سد فيلد ينتمى الى فكر السينما الهوليودية المبنية على معادلات تكاد تكون رياضية والتى الى جانب ايجابيتها تظل محدودة والدليل فى العديد من الأفلام الأمريكية التى تنحاز الى هذه التركيبة وتصبح مقيدة بها لدرجة ان الكثير منهم تصبح بلا روح .. وسد فيلد مدرس اكثر من ان يكون مبدع فهو يدرس حرفة كتابة السيناريو مثلما يدرس مدرس الرياضة جدول الضرب فإذا اعتبرنا ان ليس هناك شك ان واحد زائد واحد يساوى اتنين فلا ننسى ان ثلاثة ناقص واحد يساوى اتنين أيضا .. ما أقصده هو ان أى معادلة قابلة للتنويع خاصة فى الدراما وما اتمنى ان يحدث هو دعوة كاتب من نوع آخر مثل الفرنسى جان كلود كاريير الذى كتب سيناريوهات لبونويل ولوى مال وميلوش فورمان والعديد غيرهم فخبرته تفوق خبرة سيد فيلد التى أغلبها تليفزيونية .. ففى ورشة أقامها كاريير فى الهند وحضرتها وسام سليمان الذى كان يشجع الجرأة فى الكتابة وتحطيم الكليشيهات وبنى الشخصية ويدعو حسب قوله ان على كاتب السيناريو ان يفتح عينيه ليعبر عن شخصيات مغمضة العينين .. فربما اتجاهات حفظى ترحب بمدرسة سيد فيلد فلعل المركز الفرنسى يدعو لنا جان كلود كاريير حتى يصبح هناك اختيار لدى كتاب السيناريو بين الصناعة والإبداع .

وسام سليمان مع جان كلود كاريير فى الهند
والى اللقاء

Friday, July 11, 2008

دمشق

دمشق لم تكن فى الحسبان بعد سفرياتى العديدة هذا العام من مسقط والكويت وطوكيو الى جروزنى وان كانت رحلة عمل يومان بشأن فيلمى القادم امتدو الى اسبوع فدمشق من المدن المحبذة الى قلبى .. تشعر فيها بالود نحونا وقريبة الى حد ما من القاهرة التى عشتها فى صبايا ولو انها تتغير يوم بعد الآخر بزيادة نجوم فنادقها وانتشار مولاتها واختناق شوارعها لتلحق بنا وبهمومنا تدريجيا .. ولكن ما يزال يميزها هو تمسكها بتراثها ففى أزقة باب طوما تجد الرستورانات والبارات محتفظة وبفخر بالمبانى القديمة لتصبح جزء منها وليست دخيلة عليها وسوق الحميدية وما حوله لا يزال يحيطك بتاريخها القديم .. فالنوستالجيا تصيبك حتى ولو كنت فى زيارتك الأولى لها ..نوستالجيا نحو ما هو قديم وأصيل تفرقك عن العبث المعاصر .. ولو انى زهقت بعد يومين من المقبلات والمشويات وانتابنى حنين الى ملوخيتنا وباميتنا وفولنا وطعميتنا وبعد الشكوى ظهر البديل فى عزومة المقلوبة والكبة اللبنية وطبعا الفتة المحلية ..
وحرها أحسن من الحر بتاعنا حبتين فهو خالى من الرطوبة .. ويمكن أهم شيئ بالنسبة لى هى شراء أفلام الدى فى دى المضروبة .. بس مضروبة كويس .. أغلبها أمريكانى مع بعض الغنائم الأوروبية .. يعنى مثلا أفلام مسمعتش عنها
Melissa P./ Naissance des Pieuvres/ Le Concile de Pierre بس دايما بحب اكتشف أفلام. شفت منهم فيلم واحد حتى الآن

الفيلم فرنسى للمخرجة سيلين شياما وعنوانه الإنجليزى
Water Lillies / زنابق المياه
وطلع العمل الأول لمخرجته بتتداول فيه علاقة ثلاث فتيات فى سن المراهقة بمواجهة ذاتهم وبفهمهم للجنس مجردا من أى خلفية لكل منهم فلا نرى مثلا عائلاتهم وتستعين بإشتراكهم فى فريق باليه السباحة لربط علاقتهم .. وان كان الفيلم كتجربة أولى مستفذ حين يلجأ أحيانا الى الإبهام كوسيلة للتغريب ومع ذلك فهى تجربة مثيرة للإنتباه.
والى اللقاء

Tuesday, July 1, 2008

الحر



هل هو الحر ؟ ... يمكن .... زى لما الواحد بتتسد نفسه عن الأكل .. بتتسد نفسه عن الكتابة .. ايه هوه الحل .. بطيخة من نوع الشيليان الأصيل .. حمرا ومسكرة ومتلجة مع جبنه بيضه حادقة هى المعادلة المناسبة لفتح الشهية .. أما الكتابة فعاوزلها فيلم ولا اتنين يفتحو النفس .. وده حصل مؤخرا ..
فيلمين لسه فى مرحلة التشطيب لمخرجين بيقدموا أول آفلامهم .. ديجتال ومستقلين .. وحيتنقلوا قريبا لشريط سينمائى قابل للعرض فى السوق .. الأولانى ـ بصرة ـ لأحمد رشوان والثانى ـ هليوبوليس ـ لأحمد عبدالله .. أحمدين اسما ولكن كل واحد له رؤيته وعالمه.. أتيحت لى الفرصة انى اشوف الفيلمين قبل المكساج النهائى واستمتعت بهم خاصة انهم بيحققوا اتجاه ناضج لسينما مستقلة فعليا وطموحة .. والسينما المستقلة كما نحب ان نسميها مسيرها تذوب فى السينما السايدة وده مطلوب من أجل التغيير فى الذوق العام ولا يعنى بالمرة استسلام .. فجيلى لم يعرف الإستقلال الإنتاجى وشق طريقه فى قلب السينما السايدة بنجومها واستقل بأفكاره .. فتجربتى الخاصة مع ـ كليفتى ـ كانت وحيده أما الآن فمع ـ عين شمس ـ لإبراهيم البطوط هناك ـ بصرة ـ و ـ هليوبوليس ـ أصبح فيه تكتل لنوعية سينما مهمة تواجدها ونجاحها.. لهذا عدت الى مدونتى اليوم بالرغم ان الفترة القادمة ستقل كتابتى لإنشغالى بفيلمى القادم ـ نسمة فى مهب الريح ـ .
والى اللقاء