


بمناسبة اشتراكى كعضو لجنة تحكيم أول مهرجان سينمائي بالشيشان وبمحض الصدفة وجدت فيلم سيدنى لوميت
12 Angry Men
على شاشة التليفزيون وبالرغم من مشاهدة الفيلم اكثر من مرة عبر السنوات منذ عرضه الأول عام ١٩٥٧ فى بدايات ظهور مخرجين جدد بالسينما الأمريكية خريجى التليفزيون ومن ضمنهم سيدنى لوميت .. لم استطع تحويل القناة بحثا عن فيلم جديد واستحوذتنى أحداث الفيلم كما لو كنت أشاهده لأول مرة .. بل كنت قد شاهدت الفيلم التليفزيونى لنفس المصدر الذى انتج عام ١٩٩٧ تحت ادارة المخرج وليام فريدكن .. فالسيناريو فى النسخيتين مقتبس عن مسرحية تليفزيونية ل ريجنالد روز قدمت لأول مرة فى التليفزيون فى أوائل الخمسينات أيام البث المباشر ومن اخراج فرانكلن شافنر ..وهذا قبل ان يلجأ النجم هنرى فوندا الى النص بغرض قيامه ببطولته فى فيلم سينمائى واختياره سيدنى لوميت ليخرج أول أفلامه .. وبمحض الصدفة أيضا ان يكون فيلم إفتتاح مهرجان الشيشان تحت العنوان المجرد
12
المقتبس عن نفس النص واخراج الروسى نيكيتا ميخالكوف
وكان من الأفلام التى مثلت روسيا فى مسابقة الأوسكار ..
وأساس مسرحية ريجنالد روز تدور حول الإثنى عشر أعضاء لجنة تحكيم قضائى حسب نظام القانون الأمريكى يتم اختيارهم بالقرعة من سجل المواطنين وعليهم اصدار حكم بالإجماع بتبرئة أو ادانة المتهم فى القضية
بدون أدنى شك وبناء على الأدلة وفى حالة عدم وصولهم الى القرار بالإجماع تعتبر لجنتهم معلقة ويتم صرفهم واختيار اثنى عشر عضو بديل وإعادة محاكمة المتهم .. وهذا النظام هدفه العدالة الإجتماعية ويمارس فى عدة دول أوروبية .. وعادة أعضاء اللجنة يلقبون بالحلفاء سندا انهم يقسمون اليمين قبل انضمامهم للجنة وان ليس لأى منهم مصلحة ما مرتبطة بالقضية .. وفى هذا الحال كل من الإدعاء والدفاع عليهم اقناع اللجنة برؤية كل منهم وعلى القاضى فى حالة عدم التبرئة هو تحديد العقاب حسب التهمة وما ينصه القانون .. وقد التزم سيدنى لوميت فى فيلمه بإبقاء مداولات اللجنة داخل حجرة الإجتماعات تقريبا ٩٠ فى المائة من الفيلم وفى كتابه ـ صناعة الأفلام ـ يتحدث عن الحلول التى لجأ اليها مع مدير التصوير فى خلق التوتر والإختناق المطلوب بين ال ١٢ محلف فى الحجرة طوال الفيلم و وضع خطة مبنية على اختيار العدسة والزاوية يستطيع ان يجعل من الحجرة تبدو أصغر وبالتالى تدرج اختياره العدسات فى الفيلم من ٢٨مم و ٤٠مم الى ٥٠مم و ٧٥مم الى ١٠٠مم مما يعنى زيادة المسافة تدريجيا بين الكاميرا وما تصوره وفى نفس الوقت المحافظة على الحجم وهذا جعل من الحجرة تبدو أصغر فآصغر ومع انخفاض زاوية الكاميرا تدريجيا جعل الثلث الأول للفيلم من منظور أعلى بعض الشيئ والوسط بمستوى العين والثلث الأخير أسفل مستوى العين بحيث يكشف سقف الحجرة .. بهذه الخطة بدت حيطان الحجرة وسقفها يكبسوا على الشخصيات .. وقد ساعده فى تحقيق ذلك بورس كوفمان الذى يعد من نجوم مديرى تصوير المرحلة خاصة بإبداعاته فى الأبيض والأسود .. ويذكر لوميت فى كتابه انه سأل كوروساوا مرة عن دافع اختيارة لزاوية محدده فى فيلمه ـ ران ـ فكان رد كوروساوا الطريف انه فى تلك اللقطة بالذات اذا استدارت الكاميرا بوصة الى اليسار لكشفت مصنع شركة سونى فى الأفق واذا استدارت بوصة الى اليمين فستكشف المطار وكليهما لا يناسب فترة أحداث فيلمه .. ما يقصده لوميت بهذه الملاحظة هو ان صانع الفيلم وحده هو الذى يعرف ما وراء قراره .. ما يميز فيلم لوميت هو ادارته للممثل الى جانب حرفته مع الكاميرا التى اكتسبها عبر سبع سنوات بالعمل فى التليفزيون وخاصة البث المباشر .. وقد عايشت الدراما التليفزيونية فى لندن فى أواخر الخمسينات وبداية الستينات وكيف تغلب مخرجيها عن القالب المسرحى فى تحريك كاميراتهم وممثلينهم وأحيوا هذا القالب مدركين أهمية الصورة الى جانب الحدث والحوار .. فخروج لوميت من قلب هذه المدرسة هيئه جيدا لخوض المجال السينمائى كما أثبت فى أفلامه المتنوعة بعد ذلك الى جانب موهبته الفذة .. فإذا دققنا فى الفيلم موضوعنا سنقدر اهتمامه بكل شخصية حتى الأقل تسلطا .. وكل من الأداء والنص يساهم فى فهم خلفية كل شخصية فى حيز ٩٦ دقيقة زمن الفيلم حيث تدريجيا تبرئ اللجنة المتهم لإستحالة تجريمه بدون أدنى شك حتى لو كانت الحقيقة مجهولة .. ونخبة الممثلين فى الفيلم الى جانب نجومية فوندا .. معظمهم لمع بعد ذلك فى أفلام
عديدة .. مثلا مارتن بالسام ـ المخبر الذى يفاجأنا هيتشكوك بطعنه على السلالم فى سايكو ـ .. أو لى جى كوب ـ الأب فى الأخوة كارامازوف ـ .. أو جاك واردن ـ الزوج المخدوع فى شامبو الى جانب العديد من أفلام لوميت فيما بعد ـ .. وفى فيلم وليام فريدكن بعد ٤٠ سنة من فيلم لوميت نجد نخبة اخرى من الممثلين جذبهم هذا النص فجاك ليمون أخذ مكان هنرى فوندا ومن الشخصيات الأخرى جورج سى سكوت و جيمس جولدفينى مع ادخال ممثلين من السود تبعا لمعادلات
السوق بعد ذلك .. ولكن نسخة فريدكن لم تناهز نضارة لوميت فى أول اعماله .. ويبقى لى مشاهدة النسخة الروسية
التى اصبح المتهم بقتل والده فى الأصل الآن من الشيشان ومتهم بقتل زوج أمه .. سوف أرى.
بالنسبة للآفلام الإثنى عشر المتسابقة فى مهرجان الشيشان ـ لا حظ رقم اثنى عشر مرة أخرى ـ الى جانب فيلم سعد هنداوى ـ ألوان السما السبعة ـ هم كالتالى بأسماء المخرجين :
1. Alexander. The Neva Battle
روسيا
Igor Kalenov
2. Andalusia
أسبانيا/فرنسا
Alain Gomi
3. Kids in da Hood
السويد
Ylva Gustavsson
4. the yellow house (La Maison Jaune)
الجزائر
Amor Hakkar
5. The Milky Way (A Via lacteal)
البرازيل
Lina Chamie
6. the Wings of Dreams
بنجلادش
Golam Rabban
7. The Ghost in the Swamp
كرواتيا
Branko Istevancic
8. Owl and the Sparrow
فيتنام
Stephane Gauger
9. The sun shines on all equally
ايران
Abbas Rafei
10. Chaklun and Rumba
بيلاروس
Golubev Andre
11. Shima
أوزبكستان
Bakhodir Yuldashev
أسافر الى جروزنى عاصمة الشيشان يوم ١٠ يونيه مارا بموسكو حيث أقضى هناك يومين
والى اللقاء