
انتابتنى رغبة مشاهدة فيلم إثارة ذو تركيبة تآمرية .. ربما للهروب من تأثير مكالمة تليفونية محبطة أو حالة التوتر التى أعيشها هذه الأيام ورنين العد التنازلى يقربنى من بداية التصوير .. وقد تعلمت عبر السنين أن الفيلم لا يكون إلا حينما تدور الكاميرا .. وأعتقد ان تاريخ مشروع ـ نسمة ـ
حافل بالمفاجآت عبر ١٢ سنة .. خاصة حين أصدر أمر تشغيل يوم خميس لإستئناف التصوير يوم السبت ولم يحدث ومن تأجيل موعد الى الآخر تاه المشروع وكاد يذوب فى عالم النسيان .. ويصبح الفيلم .. أى فيلم .. مثل مقولة هاملت الشهيرة .. يكون أو لا يكون .. حتى ان تدور الكاميرا.
ووقع اختيارى على فيلم ـ مايكل كليتون ـ الذى كانت مشاهدته الأولى فى احدى صالات العروض الصغيرة فى وسط مدينة لندن المتخصصة فى العرض الثاني وتشحن برامجها بأكثر من فيلم على مدار اليوم وعادة تذاكرها أرخص من الصالات الكبرى .. وفيلم ـ مايكل كليتون ـ من نوعية الأفلام التى أعتقد لو كان هيتشكوك لا يزال بيننا لأثارت انتباهه وهى لا تزال علىالورق ولقدم لنا فيلم مثل North by Northwest
إلا ان تونى جيلروى كاتب السيناريو فى أول اعماله كمخرج أبدع بشكل مختلف فى تقديم فيلم اثارة يميزه ذكاء ومهارة فى البناء سواء على الورق أو على الشاشة .. والجدير بالذكر ان جيلروى كاتب سيناريو محترف من أواخر كتاباته سيناريوهات الثلاثية
The Bourne Identity/The Bourne Supremacy /The Bourne Ultimatum
ولأى كاتب سيناريو مبتدء كان أو محترف فى رأى دراسة سيناريو ـ مايكل كليتون ـ أفيد ألف مرة من كتاب سيد فيلدأو ورشة سيناريو .. فمثلا شخصية كليتون فى الفيلم لاحظكيف قدمت معلومات عنه سواء ماضيه أو حاضرهفىعدة مشاهد متفرقة بالفيلم تجعلك تستنج تدريجيا حالةضعفهو فى نفس الوقت تترقب نبله.. فى مشهد القمار مثلا.. فىدقيقة أو اثنين معلومة ضياع البار الذى يملكه .. أو الصبىالذى ينتظره فى الشارع بالإضافة استنتاج فى أواخر المشهد انه ابنه نفهم أيضا انه مطلق..وهذا يتشعب نسيج الفيلم
ليصبح كليتون المخلصاتى لشركة المحاماة التى يعمل بها حى أمامنا .. من لحم ودم .. شخصية نعرفها ونصدقها ونتعاطف معها .. أوسكارات التمثيل والإنتاج والإخراج التى رشح لها مستحقة حتى ان لم يحصد منها إلا القليل.. فيلم مر مرور الكرام حين عرض بالقاهرة .. يستحق المطاردة والإستمتاع به .. عجبنى المقولة على احدى أفيشاته
الحقيقة من الممكن تظبيتها
****
أسعدنى خبر تحضير المخرج والصديق البحرينى بسام الذوادى فيلم عن كتاب ـ شقة الحرية ـ للكاتب السعودى غازى القصيبى
فجهد وإصرار ان يضع البحرين على الخريطة السينمائية يستحق التشجيع والإحترام. ولى قصة طريفة مع ـ شقة الحرية ـ حين عرض على منذ بضعة سنوات كرواية لتحويلها الى مسلسل وربما هذه كانت المرة النادرة التى فكرت فى هذا الإتجاه ورشحت بدورى الراحل عاصم توفيق الذى بالتالى قرء وتحمس للمشروع إلا ان القناة المنتجة تماطلت ثم سحبت المشروع من عاصم بحجة اتجاهاته الإشتراكية وأعتقد فشل المسلسل الذى انتج بعد ذلك دليل فقدانه الشجاعة والصراحة الكافية التى طرحها الكتاب وأتمنى ان لا يتنازل بسام فى فيلمه عن ما طرحته الرواية بين السطور.
****
سئلت عن من هم الشحرى و نوال اللذين تظهر اسمائهم على كم هائل من الأفلام المصرية .. هم يا سيدى صانعى تترات/عناوين مقدمة الأفلام وقد رحل عنا الشحرى منذ بضعة أعوام .. أما نوال فقد بدئت مشوارها مع زوجها الراحل محمد حسيب .. وكانت تظهر أسمائهم كالتالى ـ حسيب ونوال ـ الى ان اتجه حسيب للإخراج .. ومع نوال قدمت لى العديد من تترات أفلامى وكنا أوائل من قدموا فكرة الخط المتحرك تحت العنوان فى فيلم ـ عودة مواطن ـ .. ومن المتخصصين كذلك كان هناك رضا و نصحى وانفرد نصحى بعد رحيل رضا الذى عملت معه فى ـ ضربة شمس ـ فإهتماى بالتترات لا يزال حتى اليوم وغالبا أشارك فى الفكرة مثل فكرة القلب بدلا من نقط الحروف فى تترات ـ فى شقة مصر الجديدة ـ ..فالتترات مثل الأفيش لا بد وأن تعكس روح الفيلم.
والى اللقاء